“يؤسفنا أن نبلغك بأنه …….. we regret to inform you that ”
من منا لم يقابل هذا الإيميل، ولو لمرة واحدة في حياته بعد تقديمه على منح دراسية متعددة؟ هذه الرسالة قد تكون دافع إحباط ويأس للكثيرين، وفي نفس الوقت قد تكون دافعًا ووقودًا للاستمرار، حتى الحصول على منحة دراسية.
لكن المثابرة والشغف ليسا هما السبيلان الوحيدان للحصول على المنح الدراسية، فهناك بعض الأخطاء التي قد نرتكبها، ولا ننتبه إليها، وقد تكون هي سبب عدم قبولك في المنحة.
هناك الكثير من المنح التي لا تُعوض، وفي جميع التخصصات تقريبًا، لكن مع ذلك تظل المنافسة عليها عالية للغاية، لذا أردنا في هذا المقال تقديم 5 نصائح هامة تزيد قبل التقدم إلى منحة دراسية.
قبل البدء في المقال نذكرك بأنه يمكن لك الاطلاع على جميع المنح الدراسية المجانية، وغيرها من مئات الفرص والمسابقات، من هنا
الآن وقد قمت بتحديد تخصصك والبحث عن المنح التي تناسبك، إليك هذه النصائح.
1- مشوار المنحة يبدأ قبل البحث عنها
قد تقرأ هذا التقرير بينما أنت في السنة الأولى من الجامعة، أو في السنة الأولى من الثانوية، وتظن أنه موجه لهؤلاء الذين في مرحلهم الأخيرة من الثانوية أو الكلية، لكن في الحقيقة فإن مشوار الحصول على منح دراسية يبدأ قبل هذا بكثير. بل يمكن القول إنك الآن في المرحلة الذهبية لبناء شخصيتك وتطوير مهاراتك، بشكل يجعلك مؤهلًا للحصول على المنحة بمجرد التخرج.
استغل فترة تعليمك الآن في تأهيل نفسك للحصول على منح من خلال:
1- تقوية اللغة الإنجليزية
صدقني لا توجد منحة لا تتطلب لغة إنجليزية، إلا بشكل نادر للغاية، هذا ليس شرطًا لتعقيد الطلبة، أو لحرمان أولئك الذين لا يتقنون الإنجليزية من المنح، بل هو شرطٌ حيوي لضمان الاستفادة الكبرى لك من المنحة، فأنت ستسافر إلى مكان آخر، فيه طلبة من دول كثيرة، لا يتواصلون بين بعضهم البعض إلا من خلال الإنجليزية، وفي غالب الأحوال فإن لغة الكورس أو الدراسة تكون بالإنجليزية، لذلك إتقان هذه اللغة، سيساعدك كثيرًا في مشوار الحصول على المنحة.
اقرأ أيضًا: اختبار دولينجو؛ بديل التوفل والأيلتس للغة الإنجليزية
2- المشاركة في الأعمال التطوعية
نتحدث هنا عن مشاركة فاعلة، تطور من مهارات التواصل لديك، اختر بعناية مكانًا له سمعة طيبة، وقادر على أن يضيف إليك كما ستضيف إليه، واحرص على توثيق مشاركتك التطوعية قدر الإمكان على مدار سنين الجامعة.
يمكنك كذلك التطوع أونلاين في بعض الأنشطة مثل التطوع مع الأمم المتحدة من هنا
3- توسيع شبكة العلاقات العامة
كوّن دائرة عامة من العلاقات مع أشخاص حصلوا على منح أو مع بيئة مشجعة من الطلاب الذين يرغبون مثلك في الحصول على منحة.
كل هذه العناصر تستطيع أن تبدأ بها من الآن، مهما كانت مرحلتك الدراسية، وذلك لتأهيل نفسك بشكل عملي وفعّال.
2- لا تقدم على منح دراسية في كل المجالات
هناك كثير من الطلاب الذين يحفظون العديد من المنح على الكومبيوتر، وفي مجالات مختلفة، ويقدمون عليها جميعًا، فإذا ما تلقوا رفضًا فيها جميعًا تجدهم يُحبطون، وهذه ليست طريقة صحيحة للحصول على منح دراسية.
التخصص ثم التخصص ثم التخصص، هذا ما تطلبه غالبية المنح، اخرص على تطوير نفسك وتضييق دائرة بحثك قدر الإمكان، على غالبية المنح التي في تخصصك أنت، ولا تتفرع لمنح ربما ليس بينك وبينها علاقة إلا من بعيد.
المنح لن تُعطى صدفة، ولن يتم قبول شخص غير متخصص في مجاله، وإنما سيتم الاختيار من بين أكثر الأشخاص تخصصًا في مجال المنحة.
3- القائمون على المنحة لا يقرؤون عقلك!
هذه نقطة هامة للغاية، نعم ينبغي أن تثق بنفسك، ونعم، قد يرى كل شخص منا أنه المرشح الأفضل للحصول على المنحة، بل ومن حقك أن ترى نفسك هكذا، لكن توقف للحظات واسأل نفسك، كيف أستطيع إيصال مهاراتي وإمكانياتي للقائمين على المنحة؟
هؤلاء لن يقرؤوا عقلك، وفي غالبية المنح لن يُطلب منك مقابلة شخصية من المرحلة الأولى، فكيف تتوقع منهم أن يعرفوا عنك، ويطّلعوا على إمكانياتك ومهاراتك؟
الجواب بالطبع من خلال أوراقك، سيرتك الذاتية، وخطاب الحافز، ورسائل التوصية، هذه هي اللغة التي تحدثهم بها في البداية، ولذا ينبغي أن تتقنها تمامًا، وتؤهل نفسك من الآن لمعرفة خباياها.
اقرأ أيضًا: 5 نصائح هامة للسيرة الذاتية
اقرأ عن كيفية عمل السيرة الذاتية، وخطاب الحافز، لا تظن أن سيرتك الذاتية هي الأفضل، بل اقرأ وابحث، وتعلم كل يوم من الآخرين، حتى تطورها وتحسنها، ومن ثم يكون لك فرصة في إقناع القائمين بأنك المستحق لهذه المنحة، من خلال سيرتك الذاتية وملفك الشخصي وخطاب الحافز الخاص بك.
4- الديدلاين شر كبير فابتعد عنه
سبق لنا التنويه على هذا الأمر، لا تنتظر حتى اليوم الأخير للتقديم للمنحة، تذكر دائمًا أن الديدلاين ما هو إلا فاصل زمني يبدأ من أول يوم تفتح فيه المنحة، وينتهي مع آخر يوم منها، وليس معناه على الإطلاق أن تتجاهل كل هذه الأيام بين فتح المنحة وإغلاقها، لكي تقدم عليها في آخر يوم.
ماذا لو أن هناك مشاكل تقنية حدثت فجأة في حاسوبك الشخصي؟ ماذا لو شغلك أمر معين وهام وضروري في اليوم الأخير من التقديم؟ ماذا لو أن السيرفر الذي ترفع عليه ملف المنحة قد حدثت له مشكلة بسبب كثرة المتقدمين؟
كل هذا قد يضيع عليك مجهود أيام وليال من التقديم والكتابة والسهر لأجل إتمام ملفك. ابتعد عن هذه العادة، ولا تنتظر لليوم الأخير، بل جهز كل أوراقك قبل فتح المنحة، ثم ارفعها قبل الديدلاين بفاصل زمني مريح.
5- لا توجد منح دراسية تُمنح بالصدفة!
هل سمعت عن أحد يملك شركة، وفتح باب التقديم للتوظيف فيها، وكتب: مطلوب موظفون بلا مهارات ولا تخصص ولا عمر محدد ولا أي شروط؟
بالطبع لا، وهكذا المنحة، فهي في الأصل قائمة على إعطاء الأشخاص المجتهدين المستحقين، فرصة لاستثمار موهبتهم، واجتهادهم بطريقة صحيحة، لكنها لا تُعطى أبدًا عن طريق اليانصيب أو القرعة.
نذكر هذه النصيحة للكثير من الناس الذين يقولون أنا سأقدم على هذه المنحة، بالرغم من معرفتهم بعدم موافقتهم للشروط، بل ربما لا يقرؤون الشروط من الأصل، ويتوهمون أنهم عن طريق الصدفة قد يحصلون على المنحة. هذا لن يحدث أبدًا.
هناك أشخاص مهمتهم الرئيسية هي مراجعة ملفات كل المتقدمين على المنحة بدقة شديدة، والتأكد من مدى موافقتهم لشروط هذه المنحة، ومتطلباتها. لذلك لا تضيع وقتك وتقدم في منحة لا تستوفي كل شروطها، وبدلًا من ذلك اعمل على تحسين مهاراتك، واستيفاء ما ينقصك من أجل التقديم على المنحة في المرات القادمة.
6- اقرأ كل شيء عن المنحة
إن كنت في كلية طب وبمجرد أن تقرأ “منحة لطلبة كلية الطب” تسارع بالإقدام عليها فهذا خطأ، هناك الكثير من المنح التي تتطلب شروطًا دقيقة غير التخصص العام، كأن تستوفي عددًا معينًا من ساعات العمل، أو التطوع، أو أن يكون لديك معدل كبير في الأيلتس والتوفل، وغير ذلك.
نصيحتنا لك أن تقرأ بدقة كل شروط المنحة ومتطلباتها، قبل حتى أن تحدد ما إذا كنت ستقدم فيها أم لا، فإن قررت التقديم ووجدتها موافقة لك، ادخل على الرابط الأصلي أو الموقع الرسمي للمنحة واقرأها من البداية، فلعل هناك شروطًا كانت غير مذكورة أو واضحة.
7- المنحة لا تطلب سوبرمان!
ربما هذه النصيحة هي الأغلى والأهم، فكم من طلاب متميزون، وجديرون بالحصول على منح دراسية، أصابهم الإحباط، وامتنعوا عن التقديم لظنهم أنهم ليسوا المؤهلين للمنحة، بالرغم من موافقتهم لجميع شروطها.
المنحة لا تتطلب شخصًا خارقًا، أو شخصًا حصل على كثير من المنح في السابق أو سافر بلاد كثيرة حول العالم، وإلا فكيف حصل أولئك الخارقين على منحتهم الأولى؟
كل ما في الأمر أن المنحة تتطلب شخصًا منظمًا تبدوا عليه علامات الشغف والاهتمام بالمجال المتعلق بالمنحة، ولديه نقاط قوة واضحة، وكذلك نقاط ضعف أيضًا يستطيع أن يقويها من خلال الحصول على هذه المنحة.
هذا الأمر أيضًا ينبغي أن تذكره عند تقديم خطاب الحافز أو خطاب التوصية، لا تُظهر لهم أنك شخص خارق يعرف كل شيء/ بل اظهر لهم نقاط قوتك ونقاط ضعفك بصدق، وكيف ستستغل هذه المنح لتغطية نقاط الضعف هذه.
كل هذه النصائح قد تكون دليلًا لك في رحلتك للحصول على منح دراسية متعددة.
اقرأ أيضًا: بجانب الإنجليزية، تعلُّم واحدة من هذه اللغات قد يغير حياتك