دليلك الشامل لتعزيز الثقة في النفس و تحفيز الذات

هل تعلم ما الذي يميز جيمس بوند؟ بالتأكيد إنها الثقة في النفس. فهل تود تعزيز ثقتك في نفسك و تحفيز ذاتك للشق الصعاب و شطب الأهداف عن لائحتك؟ إذن أحضر مشروبك المفضل و استرخي و تابع القراءة. 

لماذا الثقة بالنفس مهمة

“آمن أنك تستطيع، و أنت في منتصف الطريق بالفعل”. هذا القول من الرئيس السادس و العشرون لأمريكا، تيودور روزفلت كفيل لوحده لكي يظهر أهمية الثقة في النفس، فهي تعني الإيمان بقدرات الشخص و آرائه و قيمته بين الأشخاص الآخرين. 

و للثقة في النفس دور جوهري في الإنتاجية حيث أن الشخص الواثق من نفسه لا يضيع جهده و وقته في البكاء على فشله بل في تطوير نفسه ومهاراته و تجديدها. 

كما أنها عامل أساسي في الانفتاح على الأفكار الجديدة و المهارات الجديدة و نسج العلاقات و كذلك عدم السقوط في فخ الإدمان حيث أن مقالا لعيادة تالبوت لمعالجة الإدمان (Talbott recovery) يؤكد على أن الأفراد المدمنين لديهم مستويات منخفضة من الثقة بالنفس.   ولكنها مثل جميع المهارات، تكتسب و نادرا ما تعطى. وفي هذا المقال ستكتشف طرق تعزيز الثقة في النفس وكذلك تحفيز الذات. 

اقرأ أيضا: اقرأ أيضًا: تعلم اللغة: أشهر 7 لغات تؤهلك للعمل والدراسة في الخارج

1- لا تقارن نفسك مع الآخرين 

لا يخلو هاتف أحد من تطبيق الانستغرام هذه الأيام، و لا شك أنك تتابع مؤثرين بعضهم فائق الجمال و آخرون يتميزون بجسد تود لو كنت تمتلك متله. و لاشك أنك تحلم بأن تزور الأماكن التي يزورونها ملتقطًا صورًا سوف تجمع العديد من الإعجابات. لكن,  هل يمكن أن تقارن الفصل العاشر من كتاب معين مع الفصل الأول من كتاب آخر؟ بالتأكيد لا، إذن لماذا تقارن نفسك مع الآخرين؟

في كتابه 12 قاعدة للحياة  (12rules for life), يؤكد طبيب النفس الإكلينيكي جوردن بيترسون (Jordan Peterson) على أن مقارنة الشخص لنفسه مع الآخرين مقارنة غير عادلة إطلاقًا، حيث أن هذه المقارنة بمثابة حكم بالإعدام لأحد الطرفين، فلا يمكن أن تقارن التفاح مع الليمون رغم كون كلاهما ينموان على الأشجار، فما بالك بمقارنة شخص لديه تجارب و أفكار و سمات مختلفة تمامًا عن الآخر.

لكن من الممكن أن تجادل مستندًا بقول سنيكا “بدون مسطرة، لا تستطيع أن تجعل المعوج مستقيمًا”. فالكل يحتاج لمرجع يقارن نفسه معه. و حسب جوردن بيترسون (Jordan Peterson) فإن هذه المسطرة أو المرجع يجب أن يكون ما كنت عليه البارحة و ما تريد أن تصبحه غدًا، ليس ما عليه الآخرون. 

 

و في دراسة نشرت في مجلة ساينس دايركت (science direct) في سنة 2018، وجدت أن الأشخاص الذين يقارنون أنفسهم مع الآخرين يعانون من الحسد أكثر من غيرهم، و هذا الأخير يؤثر سلبا على  رؤية الشخص لنفسه مما يخلق دوامة من الاستياء  تجاه النفس وبالتالي نقصان أو حتى فقدان الثقة في النفس.

لذلك في المرة التالية التي تكون فيها على وشك أن تقارن نفسك مع الآخر تذكر القاعدة الرابعة من كتاب 12 قاعدة للحياة (12rules for life): “قارن نفسك مع ما كنت عليه البارحة، ليست ما عليه الآخرون اليوم”.

اقرأ أيضا: دليلك الشامل لدراسة الماجستير في اليابان

مواجهة الوحوش تحت السرير طريقك لتعزيز الثقة في النفس

يسأل الأستاذ: “من يحل هذه المعادلة لديه نقطتين إضافيتين في الفرض المقبل”. الجميع في حالة سكون، أما أنت فقلبك على وشك أن يخرج من مكانه، و حوارك الداخلي يقفز كذلك بين اليقين من معرفة الإجابة و بين الخوف من الخطأ. الثواني تمر و فرصة الفوز بالنقاط التمينة مرت معها، فالأستاذ أجاب بالنيابة عن التلاميذ و للمفاجأة إجابتك صحيحة. 

يعد الخوف العدو اللذوذ و الحليف الأساسي للإنسان، فقبل مئات السنين كان هذا الشعور عبارة عن آلية دفاعية تجاه الحيوانات المفترسة، فلو تشجع جد جدك الأكبر و واجه الأسد المفترس لما كنت تقرأ هذا المقال الآن.

لكن هذا الزمن قد ولى، والآن الخوف هو آلية دفاعية تنتج عن الشك في القدرات و القلق، و هو كذلك عائقك نحو تعزيز ثقتك بنفسك.

ومواجهة هذا الأخير له تأثير كبير على كيفية رؤيتك لنفسك، و بالتالي عن ثقتك في نفسك، كما أن مواجهة الخوف تحدي يقوي الشخصية و يؤدي لكسر المعتقدات السلبية عن النفس، و معها كسر شبح الشك في القدرات وتعزيز الثقة في النفس. و في المرة المقبلة التي تشعر بالخوف من الإجابة تذكر شعر أبو القاسم الشابي: “من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر”.

اقرأ أيضا: الدراسة في الخارج.. كل ما تريد معرفته عن الجامعات العالمية من مكانك

العادات أساس تعزيز الثقة بالنفس

لا يحفر الماء في الصخر بالقوة، بل بالتكرار. و لا تبنى العادات بالغوص فيها بقوة و بسرعة بل بالتكرار كذلك. و العادات السيئة تعيد نفسها لا بسبب العزوف عن التغيير بل بسبب كون نظام التغيير سيئًا.

في كتاب العادات الذرية (atomic habits) يضع أمامنا الكاتب جيمس كلير (James Clear) طريقًا متراص الحواف من أجل بناء عادات جيدة، يتجلى في جعل هذه الأخيرة واضحة، مثيرة للاهتمام، سهلة و تعطي شعورًا بالرضى. أما فيما يخص التخلص من العادات السيئة فيجب أن تعلم أولًا أن السبب الرئيسي لتلك العادات هو التوتر أو الملل، و تانيًا يجب أن تركز على تبديلها بعادة أخرى جيدة، و إلغاء أكبر قدر ممكن من الحوافز التي تجرك نحو القيام بتلك العادة المشينة مرة أخرى.

 فإن كنت مدخنًا متلًا و أردت أن تقلع عنها، لايكفي أن تريد فقط بل يجب أن تحدد الأماكن و الأشخاص و الأشياء و حتى الأفكار التي تدفعك للتدخين و تحد منها تم يجب أن تزاحم عادة التدخين بعادة أخرى تجعل دماغك يفرز هرمون السعادة الدوبامين مثل ممارسة الرياضة. و تذكر أن دماغك متل كلب بافلوف كلما كررت العادة كلما أصبحت مدمنًا عليها و بالتالي صعوبة الإقلاع عنها. 

و بناء العادات الجيدة و الإقلاع عن السيئة هو بالتأكيد اللبنة الأساسية لتعزيز الثقة في النفس، فمثلا ممارسة الرياضة بانتظام يساعد على التقليل من التوتر والحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية للشخص. كما أن تحصل على جسم الشاطئ الذي تحلم به ميزة إضافية.

اقرأ أيضا: كيف تختار الجامعة المناسبة من أجل الدراسة بالخارج؟

نجم الشمال من أجل تعزيز الثقة في النفس 

تستخدم السفن نجم الشمال لتحديد مسارها، و تعتبر الأهداف بمثابة نجم الشمال الخاص بالأشخاص حيث أنها تحدد مسارك الخاص في الحياة، ولا يجب أن تكون أهدافا كبيرة كأن تصير رائد فضاء بل أهداف قابلة للتحقيق و التي توازي العادات التي تحاول بناءها فتعزز بعضها البعض.

وتحقيق هذه الأهداف يحاكي تدحرج كرة الثلج من قمة الجبل، حيث أن مع كل هدف تحققه فإن الثقة في قدراتك تتعزز و بالتالي تعزيز الثقة بنفسك. فما هو نجم الشمال الخاص بك؟ 

اقرأ أيضا: العمل أثناء الدراسة في الخارج: أهم الوظائف المتاحة

الطريقة الصحيحة لتحفيز الذات

من منا لم يشاهد أحد الأفلام التشويقية، كباتمان متلا، حيث بروس واين رجل عادي مع غنى فاحش لكن بدون معنى في الحياة يتدرب لسنوات من أجل مواجهة الجريمة في مدينته.

وكم من قرار من أجل التدرب للحصول على جسم رشيق أتى بعد مشاهدة هذا الفيلم و باء بالفشل فقط لأنك لا تجد التحفيز المناسبة. فهل تريد المفتاح السري لتحفيز نفسك في كل مكان و زمان؟  

من السمنة إلى القوات الخاصة و السبب المسؤولية

في خضم الحياة الروتينية حيث يواجه الأمريكي من أصول أفريقية  الحشرات، بالسموم التي يرشها بسلاحه الذي يحمله على ظهره، فهو مطهر مباني من الحشرات و القوارض، يالها من مهنة بئيسة تفكر، لكن الأسوأ منها أن صديقنا هذا ذو وزن ثقيل جدًا فهو لا يستطيع الركض لمسافة 500 متر فقط دون أن تخور قواه بالكامل.

 و في أحد هذه الأيام الروتيينية جاءته لحظة تنور أراد فيها أن يحقق حلمه و أن يلج القوات الخاصة للجوية الأمريكية (Air force pararescue)، و على مدار 3 أشهر تدرب لينقص 50 كيلو جرام من وزنه الذي كان يقارب 150 كيلوجراما، و بالفعل نجح في ولوج  التكوين لكنه رغم عمله الجاد في تحسين لياقته البدنية، إلا أنه في أول فرصة واتته للاستسلام أثناء التدريب بسبب مرض بسيط قرر الخروج من تلك القوات. لأنه لم يغير عقليته، فما فائدة الجسم السليم و الرشيق، إن كان العقلية انهزامية؟

و بعد عدة أشهر من الندم أراد مجددا أن يصير من نخبة النخبة أي من القوات الخاصة للبحرية الأمريكية أو مايعرف ب (Navy SEALS) و بالفعل ولج مرة أخرى التدريب لكنه و مع كل قرار يلزمه الفراش بسبب المرض يعيد التدريب من أوله لكن هذه المرة مواجهًا جميع الصعوبات و بدون فشل. 

دافيد غوغنز (David Goggins) اليوم متقاعد من البحرية و عداء سباقات و محطم للأرقام القياسية و كاتب و حين سؤاله عن مصدر تحفيز الذات الخاص به أجاب بقول : “لأن لدي مسؤولية تجاه نفسي لكي أكون في أفضل حال، حين يأتي الوقت الذي أحتاج فيه لذلك التحفيز، سأكون مستعداً”.

فهل لديك مسؤولية تدفعك للوصول إلى أهدافك؟ إن لم تكن واضحة، فربما هي أن تكون الأفضل في ما تفعل. 

اقرأ أيضا: أفضل 10 جامعات في أمريكا

كافئ نفسك 

هل تتذكر كلب بافلوف؟ كلب بافلوف هو تجربة نفسية لعالم النفس الروسي إيفان بافلوف حيث أنه كان يطعم الكلب مع رنين جرس، مما خلق في دماغ الكلب علاقة تجمع بين رنين الجرس و الطعام حيث أنه مع كل رنين رغم عدم وجود الطعام كان لعاب الكلب يسيل.

مكافأة النفس بعد كل عمل يساعد على تحفيز الذات، حيث أن الأمر أشبه بخداع دماغك لكي يفرز هرمونات تساعد على التحفيز لأنه سيحصل على جائزة في النهاية. و لما لا تكافئ نفسك بطعامك المفضل أو ببضع دقائق من تصفح الأنترنت حين قراءتك لهذا المقال؟

اقرأ أيضا: الدراسة ليست ستيم STEM فقط! إليك أفضل 5 تخصصات أدبية

بعض الضغط لا يضر

الضغط يصنع الألماس، و هو مفيد أيضا في تحفيز النفس لإكمال العمل الذي توده، خصوصًا إن كان هذا العمل يعني لك الكثير أو تتحمل مسؤوليته. والضغط بمثابة إنذار يطلق في الدماغ ينتبه جميع العمال بضرورة إكمال العمل المراد في الوقت المناسب. لذلك في المرة المقبلة التي تكون مقبلًا على كتابة مقال لجامعتك تذكر أن وقت التسليم يقترب بسرعة.  

---